نوفمبر
2024
تم في مثل هذا اليوم إستخدام الغازات السامة ضد الجيش الفرنسي من قبل الجيش الألماني.
عرفت الغازات السامة قبل وقت طويل من الحرب العالمية الأولى ، ولكن الضباط والقادة العسكريون كانوا مترددين في استعمال الغازات السامة في الحروب والصراعات أو بمعنى أصح استعمال الغازات كسلاح يعتبر غير حضاريا ، وكان الجيش الفرنسي أول من تبنى هذه الفكرة القائمة على قذف الغازات على الأعداء باستعمال الغاز المسيل للدموع الذي استخدم ضد الألمان .
بدأ الجيش الألماني في أكتوبر عام 1914 استعمال قذائف متشظية بكرات تعامل كيميائيا بمواد مهيجة وتطلق هذه القذائف على الأعداء ، واستعمل الجيش الألماني اسطوانات غاز الكلوراين في أبريل عام 1915 في يبرس ضد الجيش الفرنسي حيث يعمل غاز الكلوراين على تدمير الجهاز التنفسي للخصم والذي يقود إلى موت بطئ خنقا.
اعتبرت الغازات الحربية في الفكر العسكري أداة ردع قريبة المستوى من وسائل الردع فوق التقليدية، وذلك بإتاحة الخيار الكيماوي قبل اللجوء إلى الخيار النووي ، ولهذا كان لابد من تعدد وسائل الردع ضد الأهداف العسكرية ذات الأهمية الإستراتيجية والتعبوية وكذا الأهداف الحيوية الصناعية والمدنية في عمق أراضي العدو طبقاً للموقف.
والغازات الحربية هي المواد الكيماوية التي لها تأثير كيميائي وفسيولوجي ضار بالكائنات الحية كما أنها تلوث الأرض والأسلحة والمعدات والمهمات وكل ما تصل إليه، وتستخدم لإحداث خسائر في الأفراد وتلويث القطاعات الهامة من الأرض وكذا الأسلحة والمعدات لمنع الأفراد من استخدامها بهدف هزيمة القوات العسكرية المعادية وإحداث أكبر خسائر بها.
و كان من المهم بدرجة عالية استعمال الغاز في ظروف جوية مناسبة قبل البدء بهجوم الغاز السام ومن الأمثلة على ذلك حين بدأ البريطانيون هجوم الغاز السام في الخامس والعشرين من سبتمبر عام 1915 ، فبعد نشر الغاز أمام الجنود البريطانيين ليتمكن الجيش البريطاني من السيطرة على خنادق العدو بسرعة قبل أن يحصنها العدو مرة أخرى ، بعد ذلك هبت رياح أرجعت الغاز إلى الجنود البريطانيين .
و تم حل هذه المشكلة عام 1916 حينما استخدمت القذائف التي تحمل الغاز السام ، فأعطى ذلك للجيوش أفضلية القصف البعيد والمدى الطويل بالإضافة إلى حماية جنودهم من أي تغير في الجو قد يقلب الطاولة رأسا على عقب وبعد الهجوم الألماني الأول بغاز الكلوراين ، قدم الحلفاء لقواتهم أقنعة من القطن تقيهم من الغاز والغريب أن هذه الأقنعة القطنية كان يتم نقعها في البول ، حيث وجد أن الأمونيا تعمل على تحييد الغاز ، وفضل بعض الجنود استعمال المناديل بدلا من هذه الأقنعة واستعمل بعضهم الجوارب ، حيث يتم نقعها في بيكربونات الصودا وتربط حول الفم والأنف حتى يمر الغاز ويرحل عن المنطقة ، ولم يتم توفير أقنعة متخصصة بإيقاف ومنع الغاز من الدخول إلى الجسم إلا في يوليو سنة 1915 .
أضف تعليق