اكتوبر
2024
حصل في مثل هذا اليوم المخترع ألكسندر جراهام بيل علي براءة إختراع الهاتف.
ولد المهندس ألكسندر جراهام بيل إدنرة بإسكتلاندا في في 3 مارس عام 1847 وتوفي في نوفا سكوشا بكندا في 2 اغسطس عام 1922 وهو عالم مشهور ومهندس ومخترع يعود إليه الفضل لاختراع أول جهاز هاتف عملي.
تلقى بيل تعليمهم المبكر في المنزل على يد والدهم مع ذلك التحق في سن مبكرة بالمدرسة الثانوية الملكية في إدنبرة بإسكتلندا وتركها في سن الخامسة عشر ، كان حضوره المدرسي غير متفوق وتميز بكثرة الغياب والدرجات القليلة ، ولكن كان اهتمامه الرئيسي في العلوم وخاصة علم الأحياء ، وبعد تخرجه من المدرسة سافر إلى لندن ليعيش بصحبة جده "ألكسندر بيل" ، وخلال السنة التي قضاها مع جده تولَّد حبه للتعلم وأمضى ساعات طويلة من المناقشة الجدية والدراسة ، بذل جده مجهودا كبيرة لتعليم تلميذه الشاب التحدث بوضوح وإقناع وتلك هي السمات التي احتاجها تلميذه ليصبح هو الآخر معلما ، حصل بيل على منصب "تلميذ-معلم" في الخطابة والموسيقى في سن السادسة عشر في أكاديمية ويسترن هاوس في مدينة إلغين بإقليم موراي في إسكتلندا ، وعلى الرغم من التحاقه كتلميذ لدراسة اللغتين اللاتينية واليونانية إلا أنه كان يقوم بالتعليم مقابل وجبات طعام و10 جنيهات إسترلينية عن كل حصة ،والتحق في العام التالي بجامعة إدنبرة وانضم لأخيه الأكبر ميلفيل الذي كان قد التحق هناك في السنة السابقة ، وبفترة وجيزة تسبق مغادرته إلى كندا مع عائلته في عام 1868 وأكمل امتحانات نهاية العام وتم قبوله في جامعة لندن.
دفعه بحثه في مجال السمع والكلام إلى إجراء المزيد من التجارب على أجهزة السمع الأمر الذي مكنه في النهاية من نيل أول براءة اختراع أمريكية عن جهاز الهاتف سنة 1876 حيث ان إليشا غراي كان يجري تجاربه على إرسال الرسائل عبر التلغراف الصوتي وفكر في طريقة لنقل الكلام باستخدام جهاز إرسال مائي وقدم غراي طلب إنذار لتصميم هاتف يعمل باستخدام جهاز إرسال مائي لدى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة في 14 فبراير 1876 وفي صباح نفس اليوم قدم محامي بيل طلبا باسم بيل إلى مكتب براءات الاختراع وسُجِّلت براءة اختراع بيل برقم 174,465 ومُنِحت له يوم 7 مارس 1876 من قبل مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة كانت براءة اختراع بيل تتعلق بـ"طريقة وجهاز لنقل الصوت أو غيره من النغمات تلغرافيا... من خلال التسبب بتموجات كهربائية تشبه في شكلها ذبذبات الهواء المرافقة للصوت أو غيره من النغمات ، اعتبر بيل أن أشهر اختراعاته وهو الهاتف تطفلا على عمله الأصلي كعالِم ورفض أن يكون لديه هاتفا في حجرة مكتبه.
العديد من الاختراعات الأخرى كانت ملحوظة في حياة بيل، بما في ذلك عمله الرائد في مجال الاتصالات البصرية والقارب المحلق (الهايدروفويل) وعلم الطيران. في عام 1888 أصبح بيل أحد الأعضاء المؤسسين لناشيونال جيوغرافيك حيث يوصف بيل بأنه أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ البشرية.
تقدمت الحكومة الأمريكية في 13 يناير 1887 بقرار رسمي لإلغاء براءة الاختراع الممنوحة لبيل وفقا لأسباب تتعلق بالاحتيال وتحريف الحقائق ، ولكن بعد سلسلة من القرارات والانتكاسات ربحت شركة بيل بقرار من المحكمة العليا في حين تُرِكت إثنتين من الادعاءات الأصلية من قبل محامي المحكمة دون حسم ، وبحلول وقت المحاكمة بعد تسع سنوات من النزاع القانوني توفي وكيل النيابة الأمريكية، وبراءات الاختراع الخاصة ببيل (رقم 174,465 بتاريخ 7 مارس 1876، ورقم 186,787 بتاريخ 30 يناير 1877) لم تعد سارية المفعول، إلا أن القضاة الذين ترأسوا المحكمة اتفقوا على مواصلة الإجراءات القانونية لأهمية هذه القضية باعتبارها سابقة قضائية ، وبسبب التغيير في الإدارة واتهامات تضارب المصالح (لكلا الجانبين) الناشئة من المحاكمة الأصلية، أسقط نائب عام الولايات المتحدة الدعوى بتاريخ 30 نوفمبر 1897 تاركا العديد من القضايا دون حسم لأسس موضوعية.
إدعى أيضا المخترع الإيطالي "أنطونيو ميوتشي" خلال شهادة أدلى بها في محاكمة سنة 1887 أنه ابتكر النموذج العملي الأول للهاتف في إيطاليا سنة 1834 ، وفي أول القضايا الثلاث في عام 1886 التي كان ميوتشي طرفا فيها أقسم اليمين وأدلى بشهادته كونه شاهدا على أمل أن يحصل على أسبقية لاختراعه حيث كان دليل ميوتشي في هذه القضية المتنازع عليها ضعيفا نظرا لافتقار اختراعاته للبراهين المادية وزعمه فقدان نماذج أعماله في مختبر شركة إيه دي تي في نيويورك ، كان عمل ميوتشي كغيره من المخترعين في تلك الفترة يعتمد على مبادئ صوتية موجودة في وقت سابق ورغم وجود أدلة من التجارب السابقة إلا أن القضية النهائية التي تتضمن ميوتشي تم إسقاطها في النهاية بسبب وفاة ميوتشي مع ذلك، نظرا للجهود التي بذلها عضو الكونغرس "فيتو فوسيلا"، أعلن مجلس النواب الأمريكي يوم 11 يونيو 2002 "ضرورة الاعتراف بعمل ميوتشي في اختراع الهاتف" ، لا يوافق بعض العلماء العصريين على الادعاءات بأن عمل بيل على الهاتف تأثر باختراعات ميوتشي.
تم الاعتراف بأهمية براءة اختراع بيل في جميع أنحاء العالم كما تم التطبيق العملي على براءة الاختراع هذه في معظم دول العالم الكبرى ولكن عندما قام بيل بتأجيل طلب براءة الاختراع الألمانية، تمكنت إدارة شركة سيمنز للكهربائيات من تأسيس مصنعا منافسا لشركة بيل للهواتف بموجب براءة الاختراع الخاصة بهم حيث أنتجت شركة سيمنز نُسَخا طبق الأصل تقريبا لهاتف بيل دون الحاجة إلى دفع رسوم للاختراع
أضف تعليق