نوفمبر
2024
تم في مثل هذا اليوم إلغاء معاهدة 17 أيار بين إسرائيل ولبنان.
تم الإتفاق علي معاهدة 17 أيار بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت في عام 1982 وهو اتفاق لخلق علاقة سلمية بين إسرائيل ولبنان أثناء الحرب الأهلية اللبنانية ، فيوجد بعض الاحداث هي التي تسببت في إتمام هذا الإتفاق وهي ان إسرائيل سعت لتحقيق عدة اهداف وهي :
- القضاء على النموذج اللبنانى القائم على التعايش السلمى بين الطوائف مما يضر سياسة الفصل العصنرى الإسرائيلية بين - اليهود وغيرهم من المسلمين والمسيحين وبين الاشكنازيم الغربيين والسفرديم الشرقيين.
- السعى إلى اجبار لبنان على توقيع اتفاق سلام معها بشكل يضمن لإسرائيل تامين حدودها الشمالية.
- السعى إلى تدمير منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في لبنان.
- اقامة حكومة لبنانية تحكم من قصر بعبدا وتكون موالية لإسرائيل.
قامت إسرائيل بتنفيذ ما عرف بالاجتياح الإسرائيلى للبنان في عام 1982 حيث دمرت القوات الإسرائيلية عشرات المدن ومئات القرى اللبنانية ونجحت لاول مرة في اجتياح ودخول عاصمة عربية خارج حدود الاراضى المحتلة وهى بيروت ، ونجحت في إخراج منظمة التحرير الفلسطينية خارج لبنان ، وبدات المفاوضات بين إسرائيل ولبنان في 28 ديسمبر عام 1982 برعاية أمريكية ليبانون بيتش في منطقة خلدة جنوبي بيروت K وبعد ذلك جرت جولات مفاوضية عديدة في مستعمرة كريات شمون شمالى دولة إسرائيل وفي ذلك الفندق واستمرت المفاضات حتى 17 مايو عام 1983 حيث تم التوصل إلى اتفاق سلام عرف بمعاهدة 17 ايار.
تنص بنود هذه المعاهدة علي الآتي :
- الانسحاب الإسرائيلى الكامل من لبنان في فترة 8-12 اسبوع.
- إنشاء منطقة أمنية داخل الأراضي اللبنانية تتعهد الحكومة اللبنانية بأن تنفذ ضمنها الترتيبات الأمنية المتفق عليها في ملحق خاص بالاتفاق.
- الغاء جميع المعاهدات والبنود والأنظمة التي تمنع تنفيذ أي بند من بنود الاتفاقية.
- تكوين لجنة أمريكية - إسرائيلية - لبنانية تقوم بالاشراف على تنفيذ بنود الاتفاقية وتنبثق من تلك اللجنة لجنة الترتيبات الأمنية ولجان فرعية لتنظيم العلاقات بين البلدين.
- الغاء حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل.
- تكوين مكاتب الاتصال بين البلدين والتفاوض لعقد اتفاقيات تجارية.
- امتناع أي من إسرائيل ولبنان عن أي شكل من اشكال الدعاية المعادية للبلد الأخرى.
رفض الشعب اللبناني هذا الإتفاق نتيجة لإعتباره إتفاق العار ، وزادت العمليات من قبل منظمات المقاومة داخل لبنان حتى كادت ان تطول إحدى جولات التفاوض ، وانطلقت اشد الحملات ضد هذا الاتفاق من مسجد الرضا في الضاحية الجنوبية لبيروت ، وبناء على قرار صادر من دولة الرئيس نبيه برّي رئيس حركة امل إلى الجيش بان يعصي آوامر قيادته العسكرية ويجعلوا من هذه المعصية انتفاضة في وجه الحكم الكتائبي والفئوي وسقطت كل الآوراق وسقط معها اتفاق الذّل والعار اتفاق 17 مايو عام 1983 حيث يرجع الفضل الأول والأخير لسقوط هذا العار هي حركة أمل وقيادتها الحكيمة.
وقد كان لتوقيع الاتفاق تداعيات على مستوى الداخل اللبناني أبرزها حدوث الاقتتال الداخلي وانقسام المشهد السياسي بين الحكومة والرئيس أمين الجميل المتمسكين بالاتفاق من جهة وجبهة الإنقاذ الوطني ومن ورائها سوريا الرافضين من جهة ثانية ، فمنذ هذه الفترة بدأت المتاعب الفعلية في لبنان ، فاندلعت حرب الجبل في 19 مايو والتي انتهت في 19 سبتمبر عام 1983 بسيطرة الحزب التقدمي الاشتراكي على كل القرى الجبلية ، وتبعها انتفاضة 6 فبراير 1984 في بيروت وسيطرة القوى الرافضة لاتفاق 17 مايو على القسم الغربي من العاصمة.
اتجه الرئيس أمين الجميل إلى إعلان إلغاء اتفاق 17 مايو مع إسرائيل في الفترة التي شهدت تصاعدا لوتيرة استهداف القوات الأسرائيلية والأجنبية داخل لبنان خاصة بعد حادث مقتل عدد كبيرمن قوات المارينز والمظليين الفرنسيين ، وتحت ضغط الرفض الشعبي قامت الحكومة اللبنانية ومجلس النواب اللبنانى باعتبار هذا الاتفاق باطلا وقاموا بالغائه في 5 مارس عام 1984.
أضف تعليق