نوفمبر
2024
اشتهر بلقب أمير البيان بسبب كونه أديباً وشاعراً بالإضافة إلى كونه سياسياً. كان يجيد اللغة العربية والتركية والفرنسية والألمانية والتقى بالعديد من المفكرين والأدباء خلال سفراته العديدة مثل جمال الدين الأفغاني واحمد شوقي.
بعد عودته إلى لبنان قام برحلاته المشهورة من لوزان بسويسرا إلى نابولي في إيطاليا إلى بور سعيد في مصر واجتاز قناة السويس والبحر الأحمر إلى جدة ثم مكة وسجل في هذه الرحلة كل ما راه وقابله. من أشهر كتبه الحلل السندسية "لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم" و"الارتسامات اللطاف" و"تاريخ غزوات العرب" و"عروة الاتحاد" و"حاضر العالم الإسلامي" وغيرها. لقب بأمير البيان لغزارة كتاباته ويعتبر واحداً من كبار المفكرين ودعاة الوحدة الإسلامية والوحدة والثقافة. ولد بقرية الشويفات قرب بيروت ليلة الإثنين غرة رمضان 1286 هـ = 25 ديسمبر 1869 م و"شكيب" تعني بالفارسية: الصابر و"أرسلان" تعني بالتركية والفارسية: الأسد.
تأثر بعدد كبير من أعلام عصره ممن تتلمذ على أيديهم أو اتصل بهم في مراحل متعددة من عمره وأول أساتذته كان الشيخ عبد الله البستاني الذي علمه في "مدرسة الحكمة" كما اتصل بالإمام "محمد عبده" ومحمود سامي البارودي وعبد الله فكري ومحمد رشيد رضا والشيخ "إبراهيم اليازجي" وتعرف إلى أحمد شوقي وإسماعيل صبري وغيرهم من أعلام الفكر والأدب والشعر في عصره.
كما تأثر بالسيد جمال الدين الأفغاني تأثرًا كبيرًا واقتدى به في منهجه الفكري وحياته السياسية وكذلك تأثر بعدد من المفكرين والعلماء مثل أحمد فارس الشدياق الذي كان شديد الحماس والتأييد للخلافة الإسلامية والدولة العثمانية وتأثر أيضًا بالعالم الأمريكي د. "كرنليوس فان ديك" الذي كان يدرّس بالجامعة الأمريكية ببيروت وكان دائم الإشادة به.
عاش شكيب أرسلان نحو ثمانين عامًا قضى منها نحو ستين عامًا في القراءة والكتابة والخطابة والتأليف والنظم وكتب في عشرات الدوريات من المجلات والصحف في مختلف أنحاء الوطن العربي والإسلامي وبلغت بحوثه ومقالاته المئات فضلاً عن آلاف الرسائل ومئات الخطب كما نظم عشرات القصائد في مختلف المناسبات. اتسم أسلوبه بالفصاحة وقوة البيان والتمكن من الأداة اللغوية مع دقة التعبير والبراعة في التصوير حتى أطلق عليه "أمير البيان".
بعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية وتحررت سوريا ولبنان عاد "شكيب أرسلان" إلى وطنه فاستُقبل استقبالاً حافلاً لكن حالته الصحية كانت قد ضعفت بعد تلك السنوات الطوال من الكفاح الشاق والاغتراب المضني وكثرة الأمراض فما لبث أن توفي في 9 ديسمبر 1946 بعد حياة حافلة بالعناء والكفاح.
أضف تعليق