نوفمبر
2024
في مثل هذا اليوم من عام 1912 عثر فريق تنقيب ألماني عن الآثار بقيادة عالم المصريات لودفيج بورشاردت Ludwig Borchardt علي تمثال الملكة نفرتيتي في تل العمارنة بمصر وهو عبارة عن تمثال نصفي مدهون من الحجر الجيري عمره أكثر من 3300 عام من أعمال النحات المصري تحتمس. هذا التمثال هو أشهر رسم للملكة نفرتيتى ويعتبر رمزاً للجمال كما أنه أحد أشهر الأعمال الأثرية المصرية القديمة حيث جعل من نفرتيتي أحد أشهر نساء العالم القديم ولا يماثله شهرة سوى قناع توت عنخ آمون.
تم تهريب التمثال إلى ألمانيا وعرض في عدة مواقع منذ أن عثر عليه مثل متحف داهليم في برلين الغربية والمتحف المصري في شارلوتنبورج والمتحف القديم في برلين وهو حالياً معروض في متحف برلين الجديد منذ 2009. وقد أصبح التمثال النصفي لنفرتيتي رمزًا ثقافيًا لبرلين وكذلك لمصر القديمة كما أثار جدلاً عنيفًا بين مصر وألمانيا بسبب مطالبة مصر بإعادة القطع الأثرية المهربة إلى مصر.
الملكة نفرتيتي عاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد وكانت زوجة الفرعون اخناتون "أمنحت الرابع" فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير. أصول الملكة نفرتيتى غير مؤكدة ولا يعرف عنها الكثير ولكن هناك نظريات تشير إلى أنها كانت من الأسرة الملكية أو أميرة أجنبية أو ابنة مسؤول حكومي رفيع. وبعد العام الثاني عشر لحكم أخناتون أختفت نفرتيتى ولم يوجد أي ذكر لها ربما لوفاتها أو لأنها اتخذت اسمًا جديدًا غير معروف. أسم نفرتيتي يعنى "العطية الجميلة".
الأبحاث العلمية التاريخية الجديدة التي قام بها عالم الآثار الألماني هيرمان شلوجل Hermann Schlögl التى قام فيها بترجمة مخطوطات وجدت في معبد الكرنك حيث كشف أن الملكة الفرعونية الأسطورة نفرتيتي لم تكن فقط المرأة الجذابة بجانب إخناتون لكنها كانت أيضا قوة محركة لثورة ثقافية سياسية في عصرها وهذا مثبت في كل المصادر والمخطوطات التي عثر عليها في معبد الكرنك والدليل على الثورة الثقافية التي أحدثتها نفرتيتي في عصرها هو الدخول المفاجئ لديانة التوحيد في مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد وأن الإله الجديد في هذا العصر الذي كان يدعون لعبادته "آتون" كانت نفرتيتي تشيع أنها التي عثرت عليه وذلك كان يعتبر أمراً ثورياً بالنسبة لزوجة فرعون.
أضف تعليق