نوفمبر
2024
في مثل هذا اليوم من عام 2005 تم انعقاد القمة الأوروبية المتوسطية Euromediterranean Summit في برشلونة لبحث قضايا الإرهاب والهجرة غير الشرعية والإصلاح السياسي فى ظل ظروف دولية وإقليمية بالغة التعقيد، وقد استهدفت القمة إعطاء دفعة لمسيرة برشلونة التى انطلقت فى عام 1995 وتعميق الشراكة الأوروبية المتوسطية ببعديها الثنائى ومتعدد الأطراف. وقد شارك فى أعمال القمة قادة ووفود 35 دولة هم ممثلو دول الاتحاد الأوروبى الـ 25 وعشر دول متوسطية هى: مصر، لبنان، سوريا، الأردن، السلطة الفلسطينية، تونس، الجزائر، المغرب إلى جانب كل من تركيا وإسرائيل. كما شارك فى القمة أيضاً خمس دول بصفة مراقب هى: رومانيا، بلغاريا، كرواتيا، ليبيا، وموريتانيا. وقد تصدرت أجندة القمة قضايا رئيسية هى الإرهاب، الهجرة غير الشرعية، الإصلاحات السياسية فى الشرق الأوسط، وإنشاء منطقة تجارة حرة أورو متوسطية بحلول عام 2010.
تلاقت الأوضاع الداخلية فى العديد من البلدان العربية والأوضاع المتدهورة فى منطقة الشرق الأوسط على وجه العموم لدفع قادة البلدان العربية المتوسطية إلى التغيب عن المشاركة فى القمة الأورو متوسطية. ولم تخف الأطراف والمصادر الأوروبية حيرتها إزاء تدنى مستوى التمثيل العربى الذى جاء إما على مستوى رئيس وزراء أو وزير خارجية وذلك باستثناء الرئيس الفلسطينى محمود عباس. ولا شك أن غياب العديد من الملوك والرؤساء العرب قد أفقد القمة جانباً من أهميتها وشكل عائقاً رئيسياً أمام معالجة العديد من القضايا الشائكة والمعقدة المدرجة على أجندة القمة، كما أضاع عليهم فرصة جيدة لبحث سبل معالجة تلك القضايا وتسويتها والتوصل إلى صيغ عادلة بشأنها. من ناحية أخرى عكس هذا الغياب عدم تحمس الشركاء العرب لمواصلة مسيرة برشلونة، كما أنه أضعف من شأن وجهة النظر الأوروبية والتى ترتكز بدورها على أن المقاربة الأوروبية لإصلاح العالم العربى تتمتع بمصداقية أكبر لدى القادة العرب عما هو عليه بالنسبة للمقاربة الأمريكية للإصلاح.
أضف تعليق