في مثل هذا اليوم من عام 1978 تم تأسيس حزب العمال الكردستاني PKK اختصاراً لـ Partîya Karkerén Kurdîstan وهو حزب سياسي كردي يساري مسلح ذو توجهات قومية كردية وماركسية لينينية هدفه إنشاء مايطلق عليه الحزب دولة كردستان المستقلة. تم تعيين عبد الله أوجلان رئيساً له عند تأسيسه. وقد تجاوز عدد عناصره في التسعينيات 10 آلاف مقاتل. يعتبر الحزب في قائمة المنظمات الارهابية على لوائح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران وسوريا وأستراليا. وقال زعيم حزب العمال الكردستاني في مقابلة أن السبب الوحيد وضع اسم المنظمة على قائمة المنظمات "الإرهابية" هي المصالح الاقتصادية والسياسية لتركيا مع الدول الغربية. كما يعتبره الارستقراطيون والبرجوازيون أن حزب العمال الكردستاني حزب إرهابي تسانده الشرائح الكادحة والطبقة الدنيا.

نشأ الحزب في السبعينيات وتحول بسرعة إلى قوة مسلحة بزعامة عبد الله أوجلان، فمنذ عام 1984 بدأ الحزب نشاطه العسكري داخل كردستان، وقد أعانت تضاريس المنطقة الوعرة متمردي الحزب في حربهم ضد الجيش التركي. وقد اتخذوا من كردستان العراق منطقة تحمي قواعدهم الخلفية، كما أقاموا تحالفاً مع الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي بزعامة البارزاني. وتحولت منطقة جنوب شرق تركيا إلى ساحة حرب وكانت الحكومة التركية قد أعلنت تطبيق قانون الطوارئ في الأقاليم الكردية عام 1979 وقررت التدخل العسكري المباشر في المنطقة في سبتمبر 1980. وشهد عقدا ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي أكثر فترات الصراع بين الأكراد والجيش التركي دموية، فقد قام الجيش التركي بتعقب المسلحين. واتهم بتدمير آلاف القرى الكردية وتهجير العديد من الأسر إلى داخل تركيا. كما تذهب بعض الإحصاءات إلى أن مجموع من قتلهم المسلحون الكرد يبلغ 40 ألف شخص. ولم تقتصر عمليات مسلحي حزب العمال العسكرية على الجيش التركي بل شملت المدنيين أتراكا وكردا وخصوصا المتعاونين مع الحكومة التركية، كما شملت بعض السائحين الأجانب. وقد وجهوا ضرباتهم لبعض المصالح التركية في البلدان الغربية.

وكان الحزب يهدف إلي توسيع وتمتين العلاقات الشرق الأوسطية، "كردياً وعربياً وتركياً وفارسياً" و العمل على حل القضايا دون تدخل الخارج خاصة القوى الامبريالية، وبناء مجتمع بيئي ديمقراطي متحرر بعيداً عن السلطة والدولة، وترسيخ حياة آمنة مستقرة وأقتصاد راقي لشعوب الشرق الأوسط.
في 15 فبراير 1999تم اعتقال زعيم الحزب عبد الله أوجلان بنيروبي بعد 15 سنة من العمل العسكري المسلح، وحكم عليه بالإعدام في يونيو من نفس السنة. وقد خفف الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد بجزيرة صغيرة في بحر مرمرة. وقد عين قائدا للحزب عثمان أوجلان الأخ الأصغر لعبد الله أوجلان. ومنذ اعتقال ومحاكمة أوجلان حل حزب العمال الكردستاني نفسه وأعلن تأسيس حزب مؤتمر الحرية والديمقراطية الكردستاني "كاديك" في نوفمبر 2003، تفادياً لإدراجه على قوائم الجماعات الإرهابية ثم تم تغبير اسمه مرة ثانية ليصبح المؤتمر الشعبي الكردستاني "KONGRA GEL". غير أن حزب كاديك أو كونجرا جيل قد أدرج أيضاً ضمن قائمة المنظمات الموضوعة أوروبيا وأميركيا على لائحة التنظيمات الإرهابية.