نوفمبر
2024
في مثل هذا اليوم من عام 1922 دخل عالمي الآثار البريطانيين هاورد كارتر Howard Carter ولورد كارنارفون Lord Carnarvon مقبره الملك توت عنخ آمون بوادي الملوك، حيث كان هوارد كارتر أول إنسان يطأ قدمه أرض الغرفة منذ أكثر من 3000 عام، وكانت الغرفة محكمة الغلق وسليمة بطريقة عجيبة وتحتوي على مجموعة من الكنوز لا تقدر بثمن، بما في ذلك التابوت الذهبي لمومياء الملك توت عنخ وهو شاب.
لاحظ كارتر وجود صندوق خشبي ذات نقوش مطعمة بالذهب في وسط الغرفة وعندما قام برفع الصندوق وجد ان الصندوق كان يغطي صندوقا ثانياً مزخرفاً بنقوش مطعمة بالذهب وعندما رفع الصندوق الثاني وجد ان الصندوق الثاني كان يغطي صندوقا ثالثاً مطعما بالذهب وعند رفع الصندوق الثالث وصل كارتر إلى التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون. وعند رفعه لهذا الغطاء الحجري وصل كارتر إلى التابوت الذهبي الرئيسي الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون وكان هذا التابوت الذهبي يغطي تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثيل للفرعون الشاب. وقد وجد هاورد صعوبة في رفع الكفن الذهبي الثالث الذي كان يغطى كفن توت عنخ أمون عن المومياء ففكر ان تعريض الكفن إلى حرارة شمس صيف مصر ستكون كفيلة بفصل التابوت الذهبي عن المومياء ولكن محاولاته فشلت واضطر في النهاية إلى قطع الكفن الذهبي إلى نصفين ليصل إلى المومياء الذي كان ملفوفا بطبقات من الحرير. وبعد ازالة الكفن المصنوع من القماش وجد مومياء توت عنخ أمون بكامل زينته من قلائد وخواتم والتاج والعصى وكانت كلها من الذهب الخالص. لإزالة هذه التحف اضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها وبعد ازالة الحلي اعاد الفريق تركيب الهيكل العظمي للمومياء ووضعوه في تابوت خشبي.
ترجع أهمية مجموعة الملك توت عنخ آمون إلى العديد من الأسباب أولها أن كنز الملك توت عنخ آمون هو أكمل كنز ملكي عُثر عليه ولا نظير له. يتكون من ثلاثمائة وثمان وخمسين قطعة تشمل القناع الذهبي الرائع وثلاثة توابيت على هيئة الإنسان أحدها من الذهب الخالص والآخران من خشب مذهب.
ثانيا:ً أن تلك الأمتعة ترجع إلى الأسرة الثامنة عشر أشهر وأزهى عصور الدولة الحديثة حيث انفتحت البلاد على أقاليم الشرق الأدنى القديم بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية من تصدير واستيراد للموارد والمنتجات المصنعة ونشاط أهل الحرف والفنانين.
ثالثاُ: أن هذه المجموعة الهائلة قد ظلت في مصر وتوضح كيف كان القبر الملكي يجهز ويعد فهناك أمتعة الحياة اليومية كالدمى واللعب ثم مجموعة من أثاث مكتمل وأدوات ومعدات حربية وتماثيل للأرباب تتعلق بدفن الملك وما يؤدى له من شعائر وبوق توت عنخ آمون الشهير المصنوع من الفضة وأخر من النحاس وكل هذه المحتويات الآن بالمتحف المصري بالقاهرة.
رابعاً: من هذا الكنز أو المجموعة الهائلة نتعرف على الكثير من حياة الملك وحبة للصيد وعلاقته بزوجته "عنخ أسن آمون" التي من المعتقد أن تكون قريبته بالإضافة لمعرفة أهم أعماله وحاشيته وأخيراً كرسي العرش الوحيد الذي وصل لنا من حضارة المصريين القدماء.
أضف تعليق