نوفمبر
2024
حدث فى مثل هذا اليوم من عام 1932 ولدت الفنانة لبنى عبد العزيز وهي ممثلة مصرية ولدت في القاهرة، وتلقت تعليمها في مدرسة سانت ماري للبنات ،ثم أكملت تعليمها بعد ذلك في الجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث لمعت على خشبة مسرح الجامعة الامريكية وحصلت على لقب فتاة الجامعة. اكملت دراستها الماجستير في التمثيل في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس. جاءت بدايتها الفنية الأولى في الإذاعة عندما كان عمرها لا يتجاوز العاشرة حين قام بزيارتهم في منزل الاسرة عبد الحميد يونس مدير البرامج الأوروبية بالاذاعة وصديق والدها، وعندما رآها أدهشته طريقة إلقائها للأشعار وذكائها وتلقائيتها في الحديث، فرشحها للاشتراك في برنامج "ركن الأطفال" الذي كان يذاع على موجات البرنامج الأوروبي. ونجحت لبنى وتوطدت علاقتها بالاذاعة حتى أسند لها تقديم البرنامج وهي بعد لم تتعد الرابعة عشرة من العمر، وذلك لإجادتها التحدث باللغتين الفرنسية والانجليزية إلى جانب العربية. وظلت لبنى تعمل كمقدمة لركن الاطفال بدون أجر حتى صار عمرها 16 عاما، وهي ذات الفترة التي التحقت فيها بالدراسة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة شأن أبناء الطبقة المثقفة. ورغم الدراسة لم تقطع صلتها بالاذاعة بل زادت مسؤوليتها عن البرنامج بعد أن باتت تتولى اعداده وتقديمه وإخراجه أيضاً.
اشتراكت لبنى في فريق التمثيل أثناء دراساتها بالجامعة الأمريكية، حيث قدمت عروضاً مسرحية على مسرح الجامعة لفتت أنظار النقاد المسرحيين إلى موهبتها التمثيلية مثلما حدث عندما قدمت مسرحية "الشقيقات الثلاث" لـ"أنطون تشيكوف". والتي جسدت فيها شخصية (ماشا) مما دفع الدكتور رشاد رشدي لكتابة أربع صفحات كاملة عنها وعن موهبتها في مجلة آخر ساعة، هذا غير ما كتبه الدكتور يوسف إدريس وفتحي غانم عنها. ووسط هذا الزخم من الاعجاب انهالت العروض السينمائية على لبنى ولكنها رفضتها جميعاً. ثم بعد انتهائها من دراستها في الجامعة، حصلت لبنى على منحة للدراسة في جامعة كاليفورنيا وهو ما أبعدها بعض الشيء عن هوايتها في عالم التمثيل. وبعد حصولها على الماجستير في الفن المسرحي والسينوغرافي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأمريكية، راسلت لبنى جريدة الاهرام بعدد من التحقيقات التي كانت تكتبها عن استوديوهات هوليوود التي كانت تنقل أخبارها أيضاً، ثم ما لبثت أن عادت للقاهرة مرة أخرى لتعمل كمحررة بجريدة الأهرام. ولتلعب الأقدار دورها في اقتحام لبنى عالم التمثيل مرة أخرى.
في عام 1957 كانت تعد تحقيق صحفي عن مقارنة بين السينما الأمريكية والمصرية، وتطلّب ذلك منها الذهاب إلى استوديو الأهرام لتلتقي هناك بالمنتج رمسيس نجيب والمخرج صلاح أبو سيف، الذين أدركا منذ اللحظة الأولى أنهما امام موهبة فنية تنبض بالتلقائية، فعرضا عليها العمل في السينما لكنها رفضت كعادتها. وهو ما دفع رمسيس نجيب إلى الذهاب لوالدها ليقنعه بأن يترك ابنته تدخل عالم الفن، فترك لها والدها الامر برمته لتتخذ فيه ما تراه. فطلبت مهلة للتفكير إلا أنها فوجئت بالعندليب عبد الحليم حافظ يطلبها في اليوم التالي للقائه، فذهبت اليه ووجدت عنده أستاذها الكاتب إحسان عبد القدوس الذي كتب قصة الفيلم وكان جاراً وصديقاً لوالدها والمخرج صلاح أبو سيف، حيث اشترك الجميع في إقناعها ببطولة فيلم "الوسادة الخالية" وكان العرض مغرياً بشكل لم تستطع رفضه. خرجت لبنى من الفيلم وهي تحمل تقدير الجمهور وإعجابه بها بعد أن حقق الفيلم نجاحاً هائلاً عند عرضه وأصبحت قصة الحب التي جمعت بين (سميحة وصلاح) حديث محبي السينما. وحتى الآن لا تزال تلك القصة واحدة من أشهر قصص الحب على الشاشة الكبيرة. وبعد ذلك قامت بالاشتراك في سبعة عشر فيلم آخر منها فيلم "أنا حرة" عام 1959 وفيلم "وا إسلاماه" و"غرام الأسياد" عام 1961 وكما شاركت النجم رشدى أباظه بطولة فيلمي "آه من حواء" عام 1962 و"عروس النيل" عام 1963، وكان آخر أفلامها "إضراب الشحاتين" 1967 أمام الممثل الراحل كرم مطاوع وإخراج حسن الامام. وبعد هذا الفيلم هاجرت مع زوجها الدكتور إسماعيل برادة إلى الولايات المتحدة حيث قضت ما يقرب من الثلاثين عاما قبل أن تعود مع زوجها وتستقر في القاهرة.
تم تكريم الفنانة لبنى عبد العزيز في عهد "عبدالناصر"ومنحها الميدالية التقديرية في الفنون، أيضاً تم تكريمها في مهرجان سينما الأطفال عام 1999، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2000 كما حصلت على جائزة ذهبية وهي جائزة الأبداع في مهرجان الإذاعة والتلفيزيون عام "2006" والمعروف بالمهرجان العربي.
أضف تعليق