نوفمبر
2024
حدث فى مثل هذا اليوم من عام 1805 ولد فرديناند دي ليسبس Ferdinand de Lesseps وهو دبلوماسي فرنسي وصاحب مشروع حفر قناة السويس التي ربطت البحرين المتوسط والأحمر لأول مرة عام 1869 وافتتحت في عهد الخديوي إسماعيل. وقد حاول ان تكرار هذا النجاح بمحاولة بناء قناة بنما فى مستوي سطح البحر عام 1880 ولكن تم تدمير المشروع بسبب الأوبئة فى هذه المنطقة وترك مشروع دي ليسبس غير مكتمل، حتى قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإستبدال المشروع بشكل جزئى بقناة فوق مستوى سطح البحر تم انجازها فى 1914. ولد فرديناند ماري فيكومت دي ليسبس Ferdinand Marie Vicomte de Lesseps في ضاحية فرساي القريبة من باريس بفرنسا في 19 نوفمبر عام 1805 لأسرة عريقة ترجع جذورها لعدة قرون مضت.عمل أكثر أفرادها بالدبلوماسية واشتهرت بمواقفها المؤيدة لنابليون. قضى أعوامه الأولى في إيطاليا حيث عمل مع والده ثم التحق بالتعليم في كلية هنري الرابع بباريس.
منذ ان كان فى الثامنة عشر من عمره حتى العشرين عمل فى مجمع السلع فى الجيش، ثم شغل منصب مساعد القنصل فى لشبونة فى عام 1825 وحتى عام 1827 حيث كان عمه بارتيلمي دي ليسبس Barthélemy de Lesseps القائم بالأعمال الفرنسية هناك. وفى عام 1828 تم إرسال دي ليسبس كمساعد قنصل إلى تونس حيث كان والده القنصل هناك. وفي عام 1832 عين دي ليسبس كقنصل مساعد في الاسكندرية. وحينما وصلت السفينة التى كان على متنها دي ليسبس إلى مصر حجزت الى الحجر الصحى فى الأسكندرية، وخلال هذه الفترة بعث له القنصل الفرنسي بمصر العديد من الكتب من بينها مذكرات بها معلومات عن قناة السويس وفقاً لتعليمات نابليون بونابرت، من قبل المهندس المدني جاك ماري لو بير أحد أعضاء البعثة الفرنسية. في عام 1833 تم إرسال دي ليسيبس إلى القاهرة وتعيينه كقنصل، وبعد ذلك بوقت قصير أسندت له الإدارة العامة للقنصلية في الاسكندرية، وظل فى هذا االمنصب حتى عام 1837. في عام 1839 تم تعيينه قنصل في روتردام، وفي السنة التالية تم نقله إلى مالقة او مالاغا Málaga. وفي عام 1842 تم إرساله إلى برشلونة، وبعد ذلك بوقت قصير تمت ترقيته إلى رتبة القنصل هناك. وفي خلال التمرد الدامي في كاتالونيا -والذي انتهي بقصف برشلونة- عرض دي ليسبس الحماية لعدد من الرجال بسبب القتال هدد بغض النظر عن تعاطفهم الفصائل أو الجنسيات. ومنذ عام 1848 وحتى عام 1849 كان دي ليسيبس سفيراً لفرنسا في مدريد.
فى 7 نوفمبر عام 1954 وصل دي ليسيبس إلى الأسكندرية تلبية لدعوة سعيد باشا له، وفى يوم 30 من نوفمبر قام سعيد باشا بتوقيع فرمان عقد امتياز قناة السويس الأول وكان مكونا من 12 بنداً أهمها حفر قناة تصل بين البحرين ومدة الامتياز 99 عاما من تاريخ فتح القناة. وفوراً بدأ وضع الخطط حيث وضع الخطة الأولى -بناءاً على فكرة دي ليسيبس- اثنين من المهندسين الفرنسيين لينان دي بلفون Linant de Bellefonds وكان يلقب بـ "لينان بك" و لوي موريس أدولف Louis Maurice Adolphe وكان لقبه "موجل بك" الذين كانوا فى الخدمة بمصر، ثم قام الثلاة بزيارة منطقة برزخ السويس في 10 يناير 1855 لبيان جدوى حفر القناة وأصدر المهندسان تقريرهما في 20 مارس 1855 والذي أثبت سهولة إنشاء قناة تصل بين البحرين. وقام دي ليسبس بتشكيل لجنة هندسية دولية لدراسة تقرير المهندسين وزاروا منطقة برزخ السويس وبورسعيد وصدر تقريرهم في ديسمبر 1855 وأكدوا إمكانية شق القناة وأنه لا خوف من منسوب المياه لأن البحرين متساويين في المنسوب وأنه لا خوف من طمى النيل لأن بورسعيد شاطئها رملي. تم اعتماد المشروع في 5 يناير 1856 وصدرت وثيقتان هما عقد الامتياز الثاني وقانون الشركة الأساسي وكان من أهم بنوده هو قيام الشركة بكافة أعمال الحفر وأن حجم العمالة المصرية أربعة أخماس العمالة الكلية المستخدمة في الحفر. و تم إنجاز المشروع بين الأعوام منذ 1859وحتى عام 1869 حيث تم إفتتاح القناة فى عهد الخديوي إسماعيل في حفل إسطوري حضره العديد من ملوك وأمراء وأباطرة العالم.
قام إيمانويل فريميي Emmanuel Frémiet بعمل تمثال هائل لـ"دي ليسيبس" وتم وضعه عند مدخل قناة السويس، التمثال ظل موجوداً من نوفمبر 1988 وحتى ديسمبر 1956 حيث خلال العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 قام بعض الفدائيين من بورسعيد بهدم وتكسير هذا التمثال الذي أقيم علي مدخل القناة الشمالي ولكن تركوا القاعدة والتي لا تزال موجودة حتي الآن. توفي دي ليسيبس في 6 ديسمبر 1894.
أضف تعليق