نوفمبر
2024
في مثل هذا اليوم من عام 1940 ولد السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطمة عُمان، وهو ثامن سلاطين أسرة البوسعيد. تولى الحكم عام 1970 بعد انقلابه على والده سعيد بن تيمور. ويعتبر السلطان قابوس هو صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب -الذين مازالو على قيد الحياة-.
اسمه بالكامل السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن خلف بن سعيد بن مبارك البوسعيدي الأزدي، فهو بذلك السلطان الثامن المنحدر رأساً من المؤسس الأول للدولة البوسعيدية "الإمام أحمد بن سعيد" عام 1744م وتعد هذه الأسرة من ثاني أقدم الأسر العربية الحاكمة بصورة متواصلة في العالم العربي، حيث انقضت مائتان وسبعون سنة على توليها زمام الحكم في البلاد. فى عام 1958 أرسله والده إلى بريطانيا حيث واصل تعليمه في احدى المدارس الخاصة، وفي عام 1960 التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، حيث أمضى فيها عامين وهي المدة المقررة للتدريب درس خـلالها العلوم العسكرية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، ثم انضم إلى إحدى الكتائب العاملة في ألمانيا الاتحادية آنذاك لمدة ستة أشهر مارس خلالها العمل العسكري. بعدها عاد إلى بريطانيا حيث تلقى تدريبا في أسلوب الإدارة في الحكومة المحلية هناك، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة. ثم هيأ له والده الفرصة التي شكلت جزءاً من اتجاهه بعد ذلك، فقام بجولة حول العالم استغرقت ثلاثة أشهر، زار خلالها العديد من دول العالم، عاد بعدها إلى البلاد عام 1964م حيث أقام في مدينة صلالة.
تسلم السلطة عام 1970 ومنذ بداية تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في البلاد سعى إلى إخراج اسم عمان إلى الصعيد الخارجي فقام بزيارة معظم العواصم العربية، وبعضها أكثر من مرة. فإلى جانب الرياض زار القاهرة وأبوظبي والدوحة وعمان والمنامة وطرابلس المغرب. ومع هذه الزيارات اتسعت العلاقات العمانية الإيرانية واتسمت بالأخوية التامة المطلقة حيث ان أول زيارة رسمية للسطان كانت إلى إيران بدعوة من شاه إيران وذلك للاحتفال بذكرى مرور 2500 عام على قيام الأسرة الشاهنشاهية. ومن وخاصة الحوارات التي قام بها السلطان مع شاه إيران والرامية إلى حل المشاكل الناجمة من الصراعات الناشئة من الدول الشقيقة والحدودية مع إيران من الإمارات العربية المتحدة والبحرين. في سنة 1973 صارت عمان عضوا في حركة عدم الانحياز.
كان السلطان أيضا ذو علاقة قوية بحاكم مصر في تلك الفترة أنور السادات وذلك لان السادات رأى في السلطان قابوس تلك الفلسفة السياسية الواسعة والتي تكون أوسع مما لدى معظم زعماء العالم العربي. ومما زاد ذلك الرابط هو استلام كل من هذين السياسيين مقاليد الحكم في وقت واحد تقريبا، وتلقيا تركة ثقيلة من سابقيهما. وكلاهما خاضا النضال ضد العدو الخارجي، وتعين عليهما إصلاح الميدان الاقتصادي جذريا. حظي السلطان بالاعتراف كأكثر الدبلوماسيين براعة وحذقا في الشرق الأوسط. ومنح السلطان جائزة السلام عام 1998 ما جاء الا ليؤكد التقدير الرفيع لمساهمة جلالته الجلية في الممارسات السياسية المعاصرة ودوره في احلال السلام والاستقرار في أكثر دول العالم بلبة واضطرابا.يمكن للسلطان قابوس أن يكون الحاكم الهادئ الذي ينادي بالسلام المحلي والعالمي وليس هذا عزلة سياسية حيث أن لقابوس نظرة لتوجيه اهتمام السلطنة لتطوير السلطنة بما يعود بالنفع على أبناء السلطة بعيدا عن الزج بالبلاد في الخلافات الدولية التي تأخر تقدم ورقي الشعب.
أضف تعليق