نوفمبر
2024
فى مثل هذا اليوم من عام 1869 تم إفتتاح قناة السويس فى إحتفالية ضخمه أقامها الخديوي إسماعيل ودعا إليها أباطرة و ملوك العالم و قريناتهم لحضور حفل الافتتاح، وقد كان حفلا أسطوريا ووصلت الحفلة إلى مستوى فاق ما نسمعه عن حكايات ألف ليلة و ليلة.
وكان من الطبيعي أن تكون البداية هى الاهتمام بزى العساكر و خاصة العاملين بالجوازات و الصحة لأنهم فى طليعة المستقبليين للملوك كما روعى الاهتمام بنظافة المدينة وتم حث التجار على توريد الخضروات و اللحوم و الأسماك كبيرة الحجم لبورسعيد لمواجهة الطلبات المتزايدة وحتى يوم 15 نوفمبر كان قد تم استدعاء خمسمائة طباخ من مرسيليا وجنوة وتريستا. كما روعى إحضار الثلج من القاهرة كذلك جهز عدد من السفن لإحضار المدعوين من الاسكندرية لبورسعيد.
تم الإستعداد للأحتفال فى بداية نوفمبر 1869 حيث أخطر ديليسبس محافظة بورسعيد بأن الخديوى أذن في بدء إعداد الزينات، وبالفعل تم إخلاء الشوارع و ترتيب العساكر اللازمين لحفظ الأمن و امتلأت بورسعيد بالمدعوين، و كان الخديوى قد طلب من مد يرى الأقاليم ان يحضروا عدد من الاهالى بنسائهم وأطفالهم لحضور حفل الافتتاح فانتشروا على خط القناة من فلاحين ونوبيين وعربان بملابسهم التقليدية حتى أن الإمبراطورة أوجيني -إمبراطورة فرنسا فى ذلك الوقت- أبرقت إلى الإمبراطور نابليون الثالث بأن الاحتفال كان فخماً وأنها لم ترى مثله في حياتها، و مما زاد الأمر أبهار هو اصطفاف الجيش و الأسطول المصري فى ميناء بورسعيد بالإضافة لفيالقه على ضفاف القناة.
و أقيمت ثلاث منصات خضراء مكسوة بالحرير خصصت الكبرى للملوك و الأمراء والأباطرة و الثانية لليمين لرجال الدين الإسلامى، أما الثالثة لليسار خصصت لرجال الدين المسيحى؛ جلس بالمنصة الكبرى الخديوى اسماعيل، مسيو ديليسبس، الإمبراطورة أوجينى إمبراطورة فرنسا، فرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا، ملك المجر وولى عهد بروسيا، الأمير هنرى شقيق ملك هولندا، سفيرا انجلترا و روسيا بالآستانة، الأمير محمد توفيق ولى العهد، الأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا والأمير عبد القادر الجزائرى؛ و قد بلغ عدد المدعوين من ذوى الشأن الرفيع ستة ألف مدعو.
واصطف العساكر عند رصيف النزول لحفظ الأمن ومنع الازدحام وكانت المراكب الحربية اصطفت على شكل نصف قوس داخل ميناء بورسعيد في منظر بديع وبعد أن تناول الجميع الغذاء على نفقة الخديوى صدحت الموسيقى بالغناء وبعزف النشيد الوطني وتلا الشيخ إبراهيم السقا كلمة تبريك وقام أحبار الدين المسيحي وأنشدوا نشيد الشكر اللاتيني.وقد استخدم إسماعيل تلك المناسبة لإظهار مدى حضارة مصر ولمحاولاته إظهار مزيد من الاستقلالية عن الآستانة.
وعلى الرغم من انه لا توجد صور فوتوغرافيه معروفه عن هذا الاحتفال الضخم، إلا أن الخديوي إسماعيل كان قد كلف عدد من الرساميين بتوثيق الحدث في عده لوحات. وتوجد بعض تلك اللوحات معلقه في البوم حائطي في يخت المحروسه الملكي في مصر.
أضف تعليق