نوفمبر
2024
عبد الرحمن بن محمد الجيلالي فقيه وعالم ومؤرخ وأديب ومفكر جزائري درس على عدة شيوخ في المساجد والزوايا ومنهم عبد الحليم بن سماية الذي كان من منتقدي النظام الاستعماري رغم أنه كان أستاذا في إحدى المدارس الرسمية. تتلمذ الجيلالي على الشيخ المولود الزريبي الأزهري الذي كان مصلحا ثائرا وكان الزريبي قد تخرج من الأزهر وعاد إلى الجزائر ليدعو إلى النهضة والإصلاح ولكنه واجه العقوق والركود. كما درس الجيلالي على الشيخ الحفناوي الذي كان من رجال الدين الرسميين ومن الصحفيين الذين عملوا في جريدة المبشر الرسمية طويلا ودرس الجيلالي على الشيخ محمد بن أبي شنب أيضا.
ثقافة الجيلالي كانت عصامية وشملت التعمق في القرآن والحديث والأدب والتاريخ والفقه وقد تولى التدريس بدوره في مدرسة الشبيبة الإسلامية أثناء إدارة الشاعر محمد العيد لها خلال الثلاثينات ولم يكن نشاطه بارزا لولا بعض المقالات القليلة في الشهاب. درس الجيلالي في المساجد الآتية بالعاصمة: الكبير والجديد وسيدي رمضان والسفير(صفر) وكذلك في مدرسة الإحساس ومدرسة الهداية ومن تآليفه المخطوطة: فن التصوير والرسم عبر العصور الإسلامية والمستشرقون الفرنسيون والحضارة الإسلامية وفنون الطلاسم والربقع المجيب.
بتوصية من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كرمت جامعة الجزائر الشيخ عبد الرحمان الجيلالي بمنحه شهادة دكتوراه فخرية وقد عبر عن غبطته وابتهاجه الكبير بهذا التكريم الذي اعتبره من أهم المحطات في حياته في سلسلة عمره الطويل. توفي ليلة الخميس الى الجمعة العلامة الكبير عبد الرحمن الجيلالي بمستشفى عين طاية بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 103 سنة وقد ووري جثمان المرحوم التراب بعد صلاة الظهر يوم الجمعة بمقبرة سيدي امحمد بالجزائر العاصمة.
أضف تعليق