نوفمبر
2024
السلطان إبراهيم الأول هو الخليفة العثماني التاسع عشر حيث جلس السلطان على العرش بعد وفاة أخيه السلطان مراد الرابع حتى 12 أغسطس 1648 وكان في الخامسة والعشرين من عمره. قضى فترة إمارته في عهد أخويه عثمان الثاني ومراد الرابع بعيداً عن أي مهام. شاهد مقتل إخوته الأربعة الكبار وبقي ينتظر مثل مصيرهم وهذا جعله عصبياً ومضطرباً لا يستقر على شيء كما أنه لم يكمل تحصيله العلمي ولم تتوافر له المهارة العسكرية بسبب العزلة التي فرضت عليه. في بداية حكمه حاول أن يكون مثل أخيه السلطان مراد الرابع ولكن لم تكن له صفاته فاضطربت أمور الدولة وتوالى عزل الصدور العظام أو قتلهم ولأن الدولة كانت قد استعادت هيبتها في عهد سلفه مراد الرابع فإن قصور إمكانات السلطان وضعف سياسته لم تؤثر تأثيراً قوياً في جسد الدولة الكبير وشقيق كل من السلطان عثمان الثاني والسلطان مراد الرابع ووالد كل من السلطان محمد الرابع والسلطان سليمان الثاني والسلطان أحمد الثاني وعمه هو السلطان مصطفى الأول وخلفه في الحكم ابنه السلطان محمد الرابع.
كان مما ترتب على ضعف السلطان أن تدخلت سيدات الحريم السلطاني في شئون الدولة وتغلغل نفوذهن في أجهزة الحكومة وبلغ تأثيرهن أثرا كبيرا. تمكن الصدر الأعظم قرة مصطفى باشا من الوقوف في وجهن والضرب بيد من حديد على المفسدين. كان السلطان مراد الرابع قد أجرى الكثير من الإصلاحات الداخلية كمحاربة الفساد وترويض الإنكشارية وتحديث الجيش مما حدا بالخليفة الجديد لإصلاح النظام الاقتصادي وإعادة تنظيمه كما اتجه إلى الاقتصاد في نفقات الجيش والأسطول البحري.
ازدادت أحوال الدولة سوءاً واضطربت ماليتها ونزع الإنكشارية إلى التكتل والتدخل في شئون الدولة وحاول السلطان إبراهيم أن يقمع الفتنة ويتخلص من زعماء الإنكشارية بعد أن علا صوتهم وازداد تدخلهم في شئون الدولة وتركوا مهمتهم الأصلية في الدفاع عن الدولة ومهاجمة أعدائها إلى التذمر وانتقاض أعمال السلطان والقيام بالسلب والنهب.
أضف تعليق