نوفمبر
2024
ولد عبد الله غل بمحافظة قيصري ووالده أحمد حمدي غل الذي يعمل في مصنع الطائرات بقيصري وهي من المحافظات الشهيرة بالتمسك بالإسلام والعادات والتقاليد الشرقية حيث كانت قيصري أحد أهم مراكز الثقافة الإسلامية القديمة التي ذاع صيتها أيام الدولة السلجوقية. بعد انتهائه من التعليم الابتدائي بمدرسة غازي باشا والثانوي بمدرسة الأئمة والخطباء تخرج في كلية الاقتصاد جامعة إسطنبول عام 1972 ثم حصل على درجة الماجستير وذهب لجامعة لندن لجمع المادة العلمية اللازمة لرسالة الدكتوراة مما مكنه من إجادة الإنجليزية تماما. حصل على درجة الدكتوراه في موضوع: تطور العلاقات الاقتصادية.
فور عودته من إنجلترا وحصوله على درجة الدكتوراه عيّن مدرسا للاقتصاد بقسم الهندسة الصناعية بجامعة سكاريا في شمال تركيا على البحر الأسود لكنه ما لبث في 1980 أن ألقي القبض عليه من قبل الشرطة العسكرية وفقا لتعليمات الجنرال كنعان إيفرن بتهمة الانتماء لمجموعة "السنجق" وبينما كان في الأيام الأولى لزواجه فإنه كان يقضي عدة أشهر بسجن "متريس" الشهير في إسطنبول. عمل في بنك التنمية الإسلامي بجدة كخبير اقتصادي مما مكنه من الإلمام بالعربية وفي عام 1991 حصل على درجة أستاذ مساعد في الاقتصاد الدولي.
شب عبد الله فرأى والده أحمد حمدي غول الأناضولي المتديّن عضوا في حزب السلامة الوطني بزعامة أربكان وعضوا مرشحا للمجلس النيابي في 1973 كما يمكن أن نقول إنه تربى على أفكار الزعيم نجم الدين أربكان فقد كان عبد الله شابا واعيا في التاسعة عشرة حين بدأ أربكان حملته عام 1969 للحفاظ على الهوية الشرقية الإسلامية لتركيا ولذا فإنه انضم لحزب الرفاه عند ظهوره لأنه وجد في أربكان الزعيم الذي يحلم به وفي الرفاه الحزب الذي يرضي حسه الإسلامي.
يعد عبد الله غول واحداً من أبرز العناصر الشابة التي ظهرت في حزب الرفاة عام 1991 كعضو برلماني عن محافظة قيصري بوسط الأناضول التركي لدرجة أن الإعلام التركي قد أطلق عليه تعبير "أمير" على أساس أنه أحد الشباب المقربين من أربكان الملك فقد عينه وزيرا للدولة للشؤون الخارجية وقضايا العالم الإسلامي ومتحدثاً رسميا في الحكومة الائتلافية التي تشكلت بين عامي 96-1997م.
لم يمنع احترام غول لأستاذه قوطان وزعيمه أربكان من الاختلاف معهم في الرأي وأن يقوم هو والطيب أردوغان بقيادة حركة تجديدية داخل التيار الإسلامي في تركيا وبالفعل ترشح غول في مايو 2000 لرئاسة الفضيلة ضد قوطان في سابقة تاريخية في الأحزاب الإسلامية أن يتنافس أكثر من مرشح لكن تأييد أربكان الزعيم الإسلامي التاريخي لخليفته قوطان أفشل مساعي التجديديين في النجاح فأعلن غول عن قيام حزب العدالة والتنمية عام 2001م.
أضف تعليق