نوفمبر
2024
في مثل هذا اليوم بدأت حرب اكتوبر المجيدة
حرب أكتوبر هي الحرب التي شنتها كل من مصر وسوريا بدعم عربي عسكري وسياسي واقتصادي على إسرائيل عام 1973م.
بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية.
قامت القوات المصرية والسورية بإختراق خط عسكري أساسي في شبه جزيرة سيناء هو خط بارليف. وكادت الحرب أن تؤدي إلى مواجهة بين القوتين النوييتين العظمتين الولايات المتحدة والاتحاد السوڤيتي,وقدمت كلا الدولتين المساعدات لحلفائها أثناء الحرب.
من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء مم أراضي شبه جزيرة سيناء. ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل الذي عقد بعد الحرب في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة الرئيس السادات في نوفمبر 1977 م وزيارته للقدس. وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.
أطلق على الحرب المعلنة الرابعة من الحروب العربية الإسرائيلية اسم حرب تشرين التحريرية نسبة إلى شهر تشرين الأول سنة 1973 الذي دارت معاركها إبانه، ولأنها هدفت إلى تحرير الأرض العربية المغتصبة التي احتلتها القوات الإسرائيلية عام 1967، وسُميت كذلك حرب رمضان لأن وقائعها بدأت في العاشر من شهر رمضان سنة 1393هـ، وأطلق عليها الإسرائيليون اسم «حرب الغفران» لأنها بدأت يوم عيد الغفران عند اليهود. وقد انتقلت المبادأة في هذه الحرب من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب العربي أول مرة، منذ الحرب الأولى بتنسيق وتعاون وثيق بين القوات المسلحة العربية السورية والمصرية وإسهام قوات من الدول العربية الشقيقة، وفيها قوات مغربية وكويتية وسعودية وعراقية وأردنية، مؤكدة قومية المعركة المصيرية مع العدو الصهيوني.
الأحداث التي أدت للحرب:
كانت الحرب جزءاً من الصراع العربي الإسرائيلي، هذا الصراع الذي تضمن العديد من الحروب منذ عام 1948م. في حرب 1967، احتلت اسرائيل مرتفعات الجولان في سوريا في الشمال والضفة الغربية لنهرالأردن ومدينة القدس وشبه جزيرة سيناء المصرية في الجنوب، ووصلت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.
أمضت اسرائيل السنوات الست التي تلت حرب يونيو في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في قناة السويس، فيما عرف بخط بارليف.
بعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970م، تولى الحكم الرئيس أنور السادات. أدى رفض إسرائيل لمبادرة روجرز في 1970م والامتناع عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 إلى لجوء أنور السادات إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967. كانت الخطة ترمي الاعتماد علي جهاز المخابرات لعامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب وخداع أجهزةالامن والاستخبارات الاسرائيلية الامريكية و مفاجاةاسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية.
هدفت مصر وسورية إلى استرداد الأرض التي احتلتها اسرائيل بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي، هاجمت القوات السورية تحصينات القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء.
ثغرة الدفرسوار:
في ليلة 15 أكتوبر تمكنت قوة إسرائيلية صغيرة من اجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية. شكل عبور هذه القوة الإسرائيلية إلى الضفة الغربية للقناة مشكلة تسببت في ثغرة في صفوف القوات المصرية عرفت باسم "ثغرة الدفرسوار" وقدر الفريق سعد الدين الشاذلي القوات الإسرائيلية غرب القناة في كتابه ""مذكرات حرب أكتوبر"" يوم 17 أكتوبر بأربع ألوية مدرعة وهو ضعف المدرعات المصرية غرب القناة.
انت القناعة العسكرية لدى الشاذلي أن أي خط دفاعي لابد ان تكون فيه بعض نقاط الضعف ومهما كانت تحصيناته يمكن اختراقه إذا استغل المهاجم نقاط الضعف، ولهذا لمبدأ توقع الشاذلي خلال اعداد خطة المعركة ان ينجح العدو في اختراق مواقع القوات المصرية سواء اثناء العبور او بعده بل وتصور ايضا المناطق التي يحتمل ان يعبر منها وتم تحديد 3 مناطق محتملة كانت الدفرسوار من بينها ووضعت الخطط اللازمة لضرب هذة الاختراقات فور حدوثها وحددت القوات التي تقوم بتنفيذها وتلقت هذة القوات التدريب للقيام بهذة الواجبات. وكجزء من هذا التخطيط تم الاحتفاظ بـ 330 دبابة غرب القناة بحوالي 20 كم ضمن فرقتين مدرعتين لصد اي اختراق محتمل، وكان بقاء هاتين الفرقتين في موقعهما كفيل بسحق اي اختراق يقوم به العدو على طول الجبهة. لكن طبقا لقرار تطوير الهجوم الذي تم تنفيذه يوم 14 أكتوبر تم الدفع بهاتين الفرقتين الى الضفة الشرقية لتختل موازين القوة ويصبح الموقف مثاليا لكي يقوم العدو بمحاولة اختراق ناجحة. وكانت طائرة استطلاع امريكية شديدة التطور صورت جبهة القتال بالكامل عصر يوم 13 أكتوبر ، وكان معنى هذا أن اسرائيل أصبحت تعلم بموقف القوات المصرية شرق القناة وغربها على وجه اليقين. ومع فشل تطوير الهجوم طلب الشاذلي إعادة الفرقتين من شرق القناة الى مواقعهما الأولى غرب القناة لكن وزير الحربية رفض بحجة أن سحب القوات قد يؤثر على الروح المعنوية للجنود وأن العدو قد يفسره على أنه علامة ضعف فيزيد من ضغطه على القوات ويتحول الإنسحاب إلى ذعر.
أضف تعليق