نوفمبر
2024
محمد علي باشا (عزيز مصر) هو مؤسس مصر الحديثة وحاكمها ما بين عامي 1805 إلى 1848.
بعد أن ثار الشعب على سلفه خورشيد باشا، ومكّنه ذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر لكل تلك الفترة، ليكسر بذلك العادة التركية التي كانت لا تترك واليًا على مصر لأكثر من عامين.
خلال فترة حكم محمد علي استطاع أن ينهض بمصر عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا، مما جعل من مصر دولة ذات ثقل في تلك الفترة، إلا أن حالتها تلك لم تستمر بسبب ضعف خلفائه وتفريطهم في ما حققه من مكاسب بالتدريج إلى أن سقطت دولته في 18 يونيو سنة 1953 م، بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في مصر.
اتجه محمد علي إلى بناء دولة عصرية على النسق الأوروبي في مصر، واستعان في مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء أوروبيين الذين أمضوا في مصر بضع سنوات في ثلاثينات القرن التاسع عشر وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث.
وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي.
في عام 1820 أنشأ محمد علي مدرسة حربية في أسوان وألحق بها ألفًا من مماليكه ومماليك كبار أعوانه ليتم تدريبهم على النظم العسكرية الحديثة على يد ضابط فرنسي يدعى "جوزيف سيڤ" جاء إلى مصر وعرض خدماته على محمد علي.
وبعد ثلاث سنوات من التدريب نجحت التجربة وتخرجت تلك المجموعة ليكون هؤلاء الضباط النواة التي بدأ بها الجيش النظامي المصري.
عاش محمد علي بضعة شهور بعد وفاة ولده وتوفي في قصر رأس التين بالإسكندرية بتاريخ 2 أغسطس سنة 1849م الموافق فيه 13 رمضان سنة 1265هـ فنُقل جثمانه إلى القاهرة حيث دُفن في الجامع الذي كان قد بناه قبل زمن في قلعة المدينة.
كانت جنازة محمد علي باشا معتدلة الحضور والمراسم ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الوالي عبّاس حلمي الذي طالما اختلف في الآراء والمشارب مع جدّه وعمّه إبراهيم وكان يحمل له شيءً من الضغينة.
أضف تعليق