نوفمبر
2024
الفنان الكبير فريد شوقي سجل رقما قياسيا بين الفنانين المصريين والنجوم العالميين عندما عرضت له عام 1964 ثمانية افلام دفعة واحدة وفي محصلـة مشواره الفني فإنه قام ببطولة ثلاثمائة فيلم و30 مسلسلا إذاعيا و15 مسرحية و8 مسلسلات تلفزيونية.
ملك الترسو
كـان فـريد شوقي بين الخمسينات والستينات وأوائل السبعينات نجم النجوم حيث استطاع ان يكتسب شعبية كبيرة عبر ادواره المتميزة خصوصا في اوساط البسطاء الذين لقبوه بـ "الملك" و"وحش الشاشة" و"مللك الترسو" الذي كان أحـب الألقاب الى قلبه.
عشق الفن منذ صغره وأخلص له حتى آخر لحظة في حياته وبدأ حياته من الصفر وانتهى الى القمة حيث ظل سنوات طويلة متربعا في قلوب الناس الذين أحبوه ومنحوه تلك الألقاب نتيجة لتحقيقه المعادلة الصعبة التي عجز عن تحقيقها الكثيرون: "الجماهيرية والمستوى الفني الذي يرضى الجمهور والنقاد".
عاش ملك الترسو بالناس وللناس فكان يدافع عنهم ويعالج قضاياهم وهمومهم ومن منا ينسى «حميدو» و«بداية ونهاية» و«النمرود» و«النصاب» و«الفتوة» و«المحتال» و«المدير الفني» و«المغامرة الكبرى» و«جعلوني مجرما».
وظل فريد شوقي بطلا شعبيا يعبر عن رغبات جمهوره لمدة نصف قرن.
ولا يخفى على أحد أن تاريخه حافل بالامجاد في كل مرحلة من مراحل حياته بل أن بعض افلامه كان لها رد فعل وتأثير قوي على بعض القوانين مثل فيلم «جعلوني مجرما» عام 1954 الذي كان السبب في صدور قرار جديد يغفر للمتهم السابقة الأولى ويتيح له فرصة جديدة تبعده عن طريق الشر.
وكان فيلم «حميدو» عام 1953 ترجمة لأحد القرارات التي تحرم الاتجار بالمخدرات وتبين أخطار المتاجرة بهذه السموم وكذلك فيلم «رصيف نمرة 5» عام 1956 الذي يحارب الراشي والمرتشي ويحارب الفساد وفيلم «الفتوة» عام 1957 الذي يعتبر وثيقة فنية تكشف استغلال كبار التجار للمواطنين ويعبر عن واقع الحياة في سوق الخضار.
واخيرا كان فيلم «كلمة شرف» عام 1972 سببا جوهريا في اصدار قانون يتيح للسجين ان يخرج بعيدا عن أسوار السجن لمد 48 ساعة لكي يلتقي باسرته.
وأهم ما يذكر أنه في عام 1975 هجر فريد شوقي مرحلة شخصية الشاب القوي صاحب الحق الذي ينتصر بقوة عضلاته وقوة الحق في الوقت نفسه ليصبح بطلا شعبيا وملكا للترسو لكي يدخل مرحلة الأدوار الإنسانية الأكثر نضجا والأقرب إلى الميلودرامـية التي بدأهـا بأفـلام «ومضى قطار العمر»، «الملاعين»، «حكمت المحكمة»، «لا تبك. يا حبيب العمر»، و«ابو البنات».
وإذا كان فريد شوقي مميزا في مشواره وتاريخه الفني والسينمائي فإنه تميز أيضا عن سواه من الفنانين بأنه نجح في تقليد شخصية نجيب الريحاني في المسرح والسينما بينما فشل الكثير من زملائه في تقليده.
أضف تعليق