نوفمبر
2024
معركة البيرة ويسميها الاسبان: "Desastre de la Vega de Granada" أي "كارثة وادي غرناطة" على أبواب غرناطة 21-6-1318.
كان المسلمون في ضعف في ذلك الوقت في بلاد الأندلس.
ونعلم من ذلك التاريخ ضعف حكامه وانهزام عساكرهم أمام هجمات الصليبيين وتقاتلهم على الزعامات والأمارات بل وحتى الاستعانة بالكفار على المسلمين لنيل تلك البلدة أو الأمارة.
ولكننا لا نتصور أن ينتصر المسلمون في معركة ما ضد الصليبين في تلك الفترة الضعيفة.
كان بنو الأحمر هم حكام مملكة غرناطة منذ عام 635 هجرية وقد انحصرت سيطرة المسلمين في ربوع الأندلس في هذه المملكة التي انحاز لها المسلمون من كل مكان واعتمد حكام هذه المملكة على محالفة ومعاونة ملوك المغرب وخاصة ملوك بني مرين الذين ورثوا المغرب بعد سقوط دولة الموحدين وكان بنو مرين محبين للجهاد في سبيل الله حالهم قريب الشبه بدولة المرابطين لذلك قويت العلاقات بين بني مرين وبني الأحمر وقام سلاطين بني مرين بالعبور عدة مرات لنجدة المسلمين بالأندلس وأسسوا قاعدة ثابتة بغرناطة أطلقوا عليها "مشيخة الغزاة" وعهدوا بها للقائد العسكري المسلم عثمان بن أبي العلاء.
بعد أن حقق الصليبيون في مملكة قشتالة انتصارا مهما على المسلمين في معركة وادي فرتونة سنة 716 هجرية فكروا في مهاجمة الجزيرة الخضراء والاستيلاء عليها ليحولوا دون وصول الإمدادات المغربية إلى الأندلس ثم عدلوا عن ذلك وقرروا مهاجمة الحاضرة الإسلامية نفسها غرناطة.
انتشرت الأخبار في غرناطة أن جيوش القتشاليين تتجه إليهم فبادر سلطان غرناطة آنذاك أبو الوليد إسماعيل بن الأحمر بإعداد جيش صغير ولكنه من صفوة وخيرة المقاتلين وقدر تعداده بسبعة آلاف على الأكثر وجعل عليهم القائد المسلم "عثمان بن أبي العلاء" بالإضافة إلى فرقته المغربية.
زحفت جيوش الصليبيين بجيش ضخم تقدره الروايات بثلاثين ألف مقاتل وعلى رأسهم "الدون بيدرو" ولي العهد ومعه العديد من الأمراء بالإضافة إلى فرقة إنجليزية متطوعة جاءت لنصرة الصليب.
صورة وادي غرناطة وخلفه جبال سييرا إلڤيرا "al fondo".
في أحد تلك الجبال وهو تل البيرة دارت معركة البيرة التي يسميها الاسبان "كارثة وادي غرناطة" والتي دارت في 25 يونيو 1319.
وقد أطلق الأسبان على هذا التل بعد ذلك اسم "تل ولاة العهد" لأن اثنان من ولاة العهد قتلا في تلك المعركة.
وفي يوم 20 ربيع الأخر عام 718 هجرية خرج القائد المظفر عثمان بجيشه إلى هضبة البيرة على مقربة من غرناطة وهناك التقى الجمعان رغم تفاوتهما الكبير بالعدة والعدد.
واندلع قتال كبير أبدى فيه المسلمون حماسة وحمية في القتال بحث اختفى من خلاله الفرق الكبير بين الجيشين وظهرت نواد البطولة والشجاعة لم ير مثلها منذ عصور بعيدة مما جعل الصليبيين يفاجئون لأنهم عهدوا المسلمين في معاركهم السابقة أهل ضعف وخيانة واستمرت المعركة ثلاثة أيام أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين وقتل قائد الجيش الأسباني الوصي على العرش پدرو ده كاستيا ثم القائد الذي تولى من بعده قيادة الجيش والوصاية على العرش خوان ده كاستيا وانهزم جندهما.
وفرح المسلمون بنصر الله وقاموا برفع جثة قائد الأسبان في تابوت ووضعوه على سور الحمراء إعلانا للنصر وتخليدا لذكرى المعركة.
لقد أعادت هذه المعركة العظيمة للمسلمين في ذلك العهد ذكريات الانتصارات الاندلسية الخالدة مثل الزلاقة وافراغة والارك.
أضف تعليق