نوفمبر
2024
في مساء 31 مايو 1934 افتتحت الحكومة المصرية رسميا محطة الإذاعة اللاسلكية في تمام الساعة السادسة وبدأ البث أولا بتلاوة الشيخ محمد رفعت الذي حصل على أجر قدره 3 جنيهات مصرية ثم انطلق أول صوت صافح آذان المستمعين وهو صوت المذيع أحمد سالم.
وقتها قال سالم: «هنا القاهرة سيداتي وسادتي: أولى سهرات الإذاعة المصرية في أول يوم من عمرها تحييها الآنسة أم كلثوم».
كان أجرها وقتها 25 جنيها نظير إحيائها للافتتاح وإلى جانب أم كلثوم غنى في يوم الافتتاح المطرب صالح عبد الحي ثم محمد عبد الوهاب وتبعه حسين شوقي أفندي الذي ألقى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي بك وأخيرا ألقى الشاعر علي بك الجارم بصوته قصيدة تحية لملك البلاد فؤاد الأول ملك مصر والسودان.
بمرور الوقت ظلت الحكومة والقصر الملكي يستخدمان الإذاعة كل بما يخدم سياسته وأهدافه حتى أن مصطفى النحاس زعيم الوفد ورئيس الحكومة الأسبق استخدمها لإذاعة خطابه حول إلغاء المعاهدة 1936 مع الاحتلال.
قبل أن تنتهي الحرب العالمية الثانية كانت المعارك تدور بين الحلفاء والمحور في صحراء العلمين على أبواب الإسكندرية لذلك أصدر مصطفى النحاس قرارا بنقل تبعية الإذاعة إلى وزارة الداخلية لتكون تحت الإشراف المباشر والسيطرة الحكومية.
بعد هذا التاريخ حاولت الحكومة المصرية تعزيز سيطرتها على الإذاعة إلى أن قامت بتمصيرها في عام 1944 كانت لحظة مهمة في حياة الإذاعة فبعد انتهاء العقد المبرم بين شركة «ماركوني» الإنجليزية المكلفة بإدارة المحطة وبين الإذاعة المصرية بدأ عهد جديد تولى فيه المصريون الإدارة حتى فوجئ المستمعون صباح 23 يوليو 1952 بصوت أنور السادات يعلن قيام حركة الجيش المباركة وبدأ الضباط يجدون طريقهم نحو مبنى الإذاعة في شارع الشريفين في قلب القاهرة وفي مقدمتهم اللواء محمد نجيب قائد الحركة.
أما صوت الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فلم يسمعه المصريون إلا بعد ذلك بعامين وتحديدا في أعقاب توقيع اتفاقية الجلاء بين الاحتلال ومصر وكان عبد الناصر وقتذاك رئيسا للوزراء وألقى على الأمة بيانا نقلته الإذاعة جاء فيه: «أيها المواطنون، إننا نعيش الآن لحظات مجيدة في تاريخ وطننا، إننا نقف الآن على عتبة مرحلة حاسمة من مراحل كفاح شعبنا، لقد وضع الهدف الأكبر من أهداف الثورة منذ هذه اللحظة موضع التنفيذ الفعلي، فقد وقعنا الآن بالأحرف الأولى اتفاقا ينهي الاحتلال وينظم جلاء القوات البريطانية عن أرض مصر الخالدة».
أضف تعليق