نوفمبر
2024
قرر سلطان مصر المنصور قلاوون تحرير عكا مع المدن التي يحتلونها على ساحل الشام إلا أنه توفى قبل أن يتجه إلى عكا وترك المهمه لإبنه وخليفته السلطان الأشرف صلاح الدين خليل الذي أخذ على عاتقه مهمة طرد الصليبيين من الشام.
في فجر يوم الجمعة 18 مايو (17 جمادى الأولى سنة 690 هـ) سمع صليبيو عكا دقات طبول المسلمين وبدء المسلمين بالزحف الشامل على عكا تحت هدير دقات الطبول لإنزال الرعب في صدور الصليبيين داخل عكا.
اندفع جنود جيش الأشرف وجيش حماة وهم يكبرون لمهاجمة تحصينات المدينة تحت قيادة الأمراء المماليك الذين ارتدوا عمائم بيضاء.
ووصل المقاتلون إلى البرج الملعون وأجبروا حاميته على التراجع إلى جهة باب القديس أنطوان واستمات فرسان المعبد وفرسان الاسبتاريه في الدفاع عن البرج والباب ولكن المقاتلون المسلمون الذين كانت نار الاغريق من ضمن أسلحتهم تمكنوا من الاستيلاء عليهما وراحت قوات جيش المسلمين تتدفق على شوارع المدينة حيث دار قتال عنيف بينهم وبين الصليبيين وقتل مقدم فرسان المعبد "وليم اوف بوجيه" وتبعه "ماثيو اوف كليرمونت" (Matthew of Clermont) وجرح مقدم الاسبتارية " جون فيلييه " جرحاً بالغاً فحمل إلى سفينته وبقى بها.
رفعت الصناجق الإسلامية على أسوار عكا وأيقن الملك هنري أنه لا طاقة للصليبيين بجيش الأشرف وأن عكا ستسقط في يد الأشرف لا محال فأبحر عائداً إلى قبرص ومعه "جون فيلييه" مقدم الاسبتاريه وقد تعرض الملك هنري فيما بعد للاتهام بالتخاذل والجبن.
سادت عكا حالة من الفوضى العارمة والرعب الهائل واندفع سكانها المذعورن إلى الشواطئ بحثاٌ عن مراكب تنقلهم بعيداً عنها ولا يدري أحد بالتحديد كم منهم قتل على الأرض أو كم منهم ابتلعه البحر.
وقد تمكن بعض الأثرياء من النبلاء من الفرار من عكا في مراكب الكاتلاني "روجر فلور" مقدم المرتزقة وفارس المعبد مقابل أموال دفعوها له وقد تمكن "روجر دو فلور" (Roger de Flor) من استغلال الموقف فابتز الأثرياء والنبيلات وكون ثروة طائلة.
قبل أن يحل الليل كانت مدينة عكا قد صارت في يد المسلمين فيما عدا حصن فرسان المعبد الذي كان مشيداً على ساحل البحر في الجهة الشمالية الغربية من المدينة.
عادت عكا إلى المسلمين بعد حصار دام أربعة وأربعين يوما وبعد أن احتلها الصليبيون مائة عام.
أضف تعليق